وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ .
يحث الله المسلمين على النفقة فى سبيل الله لأن المال مال الله وهو وارثه من بعدهم فلا معنى للبخل به ما دام منتقلا عنهم وأهم ما ينفق فيه الجهاد لشراء السلاح وتقوية الجيش واعزاز الأمه ومن فعل ذلك فسينال المثوبة العظمى من الله وكلما كان الانفاق فى وقت شدة وعصر و احتياج كان اكثر ثوابا و اعظم أجرا والله لا يضيع مثقال ذرة فهو خبير ما يعملون.
و لذلك فضل من أنفق وجاهد قبل الفتح على من أنفق وجاهد بعد الفتح لشدة حاجة المسلمين الى المال والسلاح لإعلاء كلمة الله وتثبيت دين الله الجديد فى هذه البيئة المملوءة بأتباع الهوى والأصنام .
ولذلك أشاد الرسول صلى الله عليه وسلم بموقف أبى بكر رضى الله عنه حينما قدم ماله فى هذا الوقت العصيب فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا أبقيت لعيالك فقال أبقيت لهم الله ورسوله فقال صلى الله عليه وسلم إن أمن الناس على فى نفسه وماله أبوبكر لا تبقى خوخة فى المسجد الا خوخة أبى بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربى لا تخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام ومودته.
وعن عمر قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبوبكر وليس عليه الا عباءة قد خللها فى صدره بخلال فنزل جبريل فقال يا نبى الله مالى أرى أبا بكر هكذا فى ثوب واحد فقال قد أنفق على النبى ماله قبل الفتح قال جبريل فان الله يقول لك اقرا على أبى بكر السلام وقل له أراض أنت فى فقرك هذا أم ساخط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى بكر إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول أراض أنت فى فقرك هذا ام ساخط فقال ابوبكر أأ سخط على ربى إنى عن ربى لراضى إنى عن ربى لراضى إنى عن ربى لراضى فقال فإن الله يقول قد رضيت عنك كما أنت عنى راضى .
وذلك الفضل كله لأن أبا بكر أنفق ماله فى وقت شدة واحتياج المسلمين وكثرة تربص من عدوهم والرسول صلى الله عليه و سلم يقول سبق درهم مائة ألف درهم أحرجه النسائى فى الزكاة.
وقال على بن أبى طالب رضى الله عنه فلا أوتى برجل فضلنى على أبى بكر إلا جلدته حد المفترى ثمانين جلدة وطرحت شهادته .
القول السديد فى تفسير سورة الحديد
للشيخ الشرباصى الحسنين