عدد المساهمات : 172 نقاط : 600 تاريخ التسجيل : 01/10/2010
موضوع: مرض التوحد السبت أكتوبر 23, 2010 7:32 pm
مرض التوحد ما هو التوحد؟ هو اضطراب نفسي اجتماعي يشمل مجموعة من جوانب الشخصية على شكل متلازمة (Syndrome)، تتضمن على ما يلي: 1- اضطراب فى سرعة النمو. 2- اضطراب فى الاستجابات للمثيرات الحسية. 3- اضطراب فى التخاطب وفى اللغة وفى البنية المعرفية. 4- اضطراب فى التعلق والانتماء والتفاعل الاجتماعي الطبيعي مع أفراد الأسرة وغيرهم. 5- نقص فى الأنماط الحركية التي يتم ممارستها. 6- تكرار النمط الحركي الواحد مرات عديدة. 7- تكرار اللفظ الواحد أو العبارة القصيرة الواحدة مرات عديدة. 8- تظهر هذه الاضطرابات أو معظمها خلال الشهور الثلاثين الأولى من حياته، وتستمر معه معظم سنين حياته، مع إحراز بعض التحسن مع التقدم فى السن عاماً بعد آخر. (عن تعريف الجمعية الوطنية للأطفال التوحديين National Society For Autistic Children (NSAC) الثالث عام 1978). وقبل ذك فى عام 1943 كان فضل السبق للباحث (Kanner) للانتباه لهذا الاضطراب وتمييزه عن غيره من الاضطرابات النفسية وتم تسميته وقتها بالتوحد المبكر فى الطفولة وإن صنفه آخرون ضمن ذهان الأطفال، وبعده آخرون من أتباع مدرسة التحليل النفسي بأنه "مظهر غير سوى لنمو الأنا".
- أعراض التوحد. تم رصد حوالي خمسة نماذج للتوحد، للنموذج التقليدي الشائع منهم الأعراض التالية: 1- انشغال الطفل لساعات متتالية باهتمامات ونشاطات لا يمل تكرارها (الطفل الاجترارى)، يسلك خلالها بطريقة روتينية وكأنه يمارس طقوساً هامة لا يحيد عنها، كأن يجلس على أرضية الغرفة (وربما وجهه نحو الحائط) ويقلب بيديه إحدى أدوات اللعب المألوفة له أو الجديدة عليه، وقد يردد أثناء ذلك كلمة أو عبارة قصيرة بعينها مرات لا نهائية العدد لدرجة تصيب المستمعين بالضجر الشديد فإذا نهروه فإنه قد يردد نفس كلماتهم وكأنها تحدث صدى حين ترتطم به، وإذا حاولوا إغراءه بالطعام فغالباً لا يستجيب، وإذا اشتدوا معه فقد يتوقف عن هذا العمل "الإجترارى" وتنتابه نوبة هياج عصبي وحركي يمارس خلالها أعمالاً عدوانية على الذات أو على المخالطين له. 2- بناء على ما سبق فإنه لا يوفر وقتاً للاختلاط بغيره من البشر صغاراً أو كباراً، لذلك فإن خبراته الاجتماعية ضعيفة للغاية، فلا يخرج عن تمركزه حول ذاته، ولا يتعاطف مع غيره، ومن هنا جاءت تسميته "بالطفل الذاتوى"، و"التوحدى" لتوحده مع نفسه دون التوحد النفسي مع نموذج بشرى كالأب أو كالأخ الأكبر بعكس ما يفعله الأطفال العاديون. المزيد عن دورة حياة العائلة .. 3- وبناء على ما سبق أيضاً فإنه لا يمارس اللغة كوسيلة اتصال فعالة إرسالاً واستقبالاً مع الغير (خاصة الأم) إلا نادراً، والنتيجة قصور فى التعرف على مفردات اللغة وتركيبها وقواعدها ونقص شديد فى الحصيلة اللغوية، فيسمعه المخالطون يتفوه بكلمات مشوهة وبعبارات قصيرة مختلة فى ترتيب كلماتها، وخالية من الضمائر .. كان يقول: "الكرسي فوق الكتاب" أو "أحمد عايز يشرب" (أحمد هذا اسمه). وقد دلت الدراسات على أن حوالي 50% من صغار المصابين بالتوحد ينقصهم الاستخدام الفعال الصحيح للغة مع تأخر فى السيطرة على جوانبها المختلفة مقارنة بنظرائهم فى السن، ويتحسن الموقف قليلاً إذا تم إلحاقه برياض الأطفال وإن كان يظل على طريقته فى الترديد الممل لتعض كلماته أو لما يسمعه ممن حوله دون وعى أو فهم لما يقول. المزيد عن كيفية تحقيق جودة حياة الأم .. 4- نادراً جداً ما يجيب عل الأسئلة التي توجه إليه أو ينظر إلى وجه من يكلمه، لذلك يظن كثير من الناس أنه مصاب بالصمم أو بضعف شديد فى السمع، فى حين يظن آخرون أنه مصاب بانفصام يشبه انفصام الشخصية الذي يصيب بعض المراهقين، وبالتالى اعتبروا ذلك الاضطراب إما حسياً أو عقلياً أو كليهما معاً. ويخفف بعض الآباء من تشخيص حالة التوحد ويصفونها بأنها لا تزيد عن حالة عدم اهتمام “Carelessness” أو على أسوأ الاحتمالات فى حالة قريبة من الذهول شبه الدائم باعتبارهم يركزون على شىء واحد طوال الوقت ولا يدرون بما يجرى حولهم. المزيد عن انفصام الشخصية .. 5- يكره الطفل التوحدى ويقاوم بشدة أى محاولة لإحداث تغيير فى وضع جسمه، أو فى أوضاع أدوات اللعب، أو فى سير الأحداث التي يكررها، مثال ذلك قد يجرى ذلك الطفل فى الحجرة وهو فى حالة اللاوعى فى مسار محدد لا يغيره ولا يسمح لأحد بأن يضغط عليه ليغيره، ويظل هكذا ما يقرب من الساعة كاملة غير ملتفت لمن يدخل أو يخرج أو يناديه أو يأمره بالتوقف عن هذا العمل التكراري الممل. المزيد عن اللعبة والطفل .. 6- قد يتقلب ذلك الطفل على فترات زمنية متباعدة ما بين الضحك والبكاء دون سبب واضح للغير (عرض عصابى)، كما أنه قد يتقلب بين حركات تكرارية، خمول زائد وهياج شديد. المزيد عن الضحك .. 7- قد تشترك اضطرابات نفسية أخرى مع التوحد فى بعض الأعراض مثلما يحدث فى اضطراب "آسبرجر/Asperger"، لكن يكون ذكاء الطفل هنا طبيعياً، بل ربما أعلى من المتوسط، وليس لديه تأخر لغوى أو معرفي، بل قد يكون متفوقاً فى إحدى القدرات كالحفظ مثلاً لكن لاحظ بعض الباحثين أن ذلك الطفل غالباً يتذكر المعلومات بحرفيتها دون فهم (حفظ أصم) دون انتقاء لما يحفظ، أما الطفل الطبيعي يختار المعلومات ذات الأهمية (الأناشيد مثلاً) ليحفظها ويسأل عن معاني كلماتها، وإن نسى بعضاً منها عند التسميع فإنه يذكرها بمعناها وليس بنصها بما يدل على اهتمامه بفهم ما يحفظ على قدر ما تسمح به إمكانياته. أسباب الإصابة بالتوحد معظم حالات التوحد غير معروفة السبب ومع ذلك فإن الأبحاث تشير بقوة إلى العوامل الوراثية genetic component ، وكذلك فإن العوامل البيئية environmental والمناعية immunologic والتحول الغذائي metabolic تؤثر في تطور المرض.
[size=16]
ومن ناحية العامل الوراثي فكما يبدو للعلماء لا يوجد عامل وراثي واحد no single gene هو المتسبب في المرض، ولكن عدة عوامل number of different genes ، والتي عندما تجتمع معا combine together فإنها تزيد من مخاطر الإصابة بالتوحد, وفى الأسر التي يكون فيها طفل واحد مصاب بالتوحد يكون احتمال إصابة طفل آخر من 3 إلى 8 بالمائة, وفى التوائم الذين ينشأون من بويضة واحدة monozygotic twins تصل نسبة الإصابة في أحدهم إذا أصيب الآخر إلى 30 بالمائة, كما تشير عدة أبحاث إلى أن نسبة الإصابة في الأطفال ذوى القرابة من الدرجة الأولى لأطفال مصابين تكون أكبر منها في الأقارب لأطفال عاديين.
في بعض الأطفال يكون التوحد مرتبط بحالة مرضية أخري مثل العدوى عند الولادة congenital infections بفيروس الحصبة الألمانية rubella ، والفيروس المضخم للخلايا Cytomegalovirus ، وداء القطط toxoplasmosis ، وبعض الأمراض الوراثية مثل التصلب الحدبي Tuberous Sclerosis ، وبعض الأمراض التي تصيب الجنين بعد الولادة مثل الالتهاب السحائي الميكروبي bacterial meningitis , ولا تعتبر هذه الأمراض سبب للتوحد حيث أن معظم الأطفال المصابون بهذه الأمراض لا يعانون من التوحد.
التعرض لبعض العوامل البيئية يتفاعل مع العوامل الجينية لدى بعض الأسر ليزيد من خطر الإصابة بالتوحد.
وقد وضع الباحثين والعلماء نظريات لتفسير سبب التوحد لكن هذه النظريات لم تثبت, ومنها تعرض الطفل للزئبق الموجود في بعض التطعيمات vaccines كمادة حافظة، أو تعرض الطفل للصدمات النفسية emotional trauma وخاصة التي يسببها الأبوة والأمومة السيئة bad parenting . - تشخيص التوحد. - علاج التوحد
لا يوجد شفاء للتوحد حتى الآن سواء بالوسائل الطبية أو السلوكية ولكن مع معرفة أكثر عن التوحد توجد استجابات لبعض العلاجات التي تكون على شكل برامج تعليمية جيدة التخطيط والتي تركز على تنمية مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية.
طبيب الأطفال يقوم في العادة بتوجيه الطفل والمهتمين إلى متخصص في اضطرابات نمو الطفل لتقييم الحالة, وبعض الناس يفضلون أن يقوم هذا الأخصائي بتقديم العلاج لطفلهم ولكن لهم الحرية في اختيار المعالج.
لا توجد معايير محددة لعلاج التوحد, وكثير من المحترفين لهم فلسفات وممارسات مختلفة في علاج التوحد.
الأطفال المصابون بالتوحد يكون لديهم القدرة على استيعاب المعلومات التي يرونها عن التي يسمعونها ولذلك فإنهم يتعلمون بالمشاهدة.
يصعب على المصابون بالتوحد فهم الجمل والتعليمات المطولة.
يشمل العلاج تنمية قدرة الطفل على الاستيعاب والتعبير عن مشاعره كما يشمل أنشطة مهدئة مثل الموسيقى والأرجحة ومشاهدة التلفاز والفيديو وإعطاء الطفل فترات من الراحة لا نكلفه فيها بشيء.
يمكن للأطفال المصابون بالتوحد حفظ الأشياء التي شاهدوها والتي سمعوها تكرارا, ويستطيعون تذكر حوارات كاملة دارت بعروض الفيديو أو كتاب يحبونه أو الطريق لبعض الأماكن.
يمكن التدرج في تعليم الطفل المصاب بالتوحد بأشياء حقيقية مرئية مثل علب العصير ثم الملصقات على هذه العلب ثم صور العلب ثم رسوم للعلب وهكذا يكون التعليم بتدرج من الأشياء السهلة إلى الأصعب كما يمكن الاستعانة بمتخصص في مشاكل النطق.
• والطريقة التقليدية للعلاج تشمل التعليم الخاص special education بكل حالة وترتيب تصرفاتها behavioral management.
وهناك أدلة تشير إلى أنه كلما كان العلاج المهني occupational therapy - والمتعلق بالكلام والتصرفات - مبكرا كلما كانت النتائج أفضل على المدى الطويل.
كما يشمل العلاج بجانب الاهتمام باللغة والكلام والتصرفات العلاج بالأدوية والعلاج التكميلي أو الطب البديل complementary therapies والدعم بالدراسات العلمية scientific studies.
هناك أدوية كثيرة مستعملة في علاج التوحد أهمها العلاجات الخاصة بالتشنجات seizures والسلوكيات والانفعالات المصاحبة للتوحد مثل الاكتئاب والذي تستخدم له مضادات الاكتئاب Antidepressants والأدوية المعالجة للذهان Antipsychotic drugs والتي تقلل من العدوانية والتصرفات المتكررة عند بعض المصابين بالتوحد.